مرحبا بكم في موقع مساندي المرشح الرئاسي نزار الشعري
كلمة السيد نزار الشعري بمناسبة عيد الجيش
كل عام والجيش الوطني التونسي بخير
كلمة السيد نزار الشعري بمناسبة عيد الشغل
تونس 1 ماي 2024
سواعد تونس وعقولها، عاملات وعمال الفكر والساعد في كل المجالات، داخل تونس وخارجها، تحتفل تونس اليوم بعيد الشغل، ويسعدنا بهذه المناسبة أن نعبر لكم جميعا عن عرفاننا بجميلكم فأنتم بُنَاة تونس اليوم وغدا، ونحن نعي جيدا حجم تضحياتكم، في ظروف عمل حرجة وأجور زهيدة
في القطاعين العام والخاص.
سيداتي وسادتي، أنتم عماد الدولة التونسية، وأنتم قلب المؤسسة النابض، وهذا العرفان والدور يجب أن يتحولا إلى ثقافة في مؤسساتنا، ثقافة يومية يعامَل فيها الأجير كفرد من عائلة كبرى إسمها المؤسسة، خاصة كانت أو عمومية، فشكرا لكل ما تقدمونه، فتضحياتكم هي التي جعلتنا نستمر.
من أجل السيادة والكرامة
بيان للرأي العام :
من أجل السيادة والكرامة، سنعمل على عقد مؤتمر دولي للهجرة بتونس.
تجري رئيسة الوزراء الإيطالية اليوم زيارة لتونس للحديث في موضوع الهجرة، وهي الثالثة في أقل من سنة، وتتزامن هذه الزيارة مع وضع إنساني حرج وخطير على أهلنا في العامرة وجبنيانة والعديد من مناطق الجمهورية التونسية، وإننا إذ نساند موقف السيد رئيس الجمهورية المعلن، والذي شدد فيه أن تونس لن تكون لا دولة عبور ولا دولة إستقرار للهجرة غير الشرعية، نؤكد على ضرورة التناسق بين التصريحات والأفعال من جهة، وضرورة المعاملة الإنسانية بما يحفظ الكرامة البشرية عموما، وكرامة التونسيات والتونسيين على الأراضي الإيطالية خاصة. فما تتعرض له التونسيات والتونسيين من سوء معاملة وترحيل قسري وكل أشكال التمييز غير مقبول ويتنافي مع المعايير الدولية لحقوق الإنسان.
ومن هذا المنطلق، وإيمانا منا بأن السيادة الوطنية لا تتجزأ وأن كرامة التونسيات والتونسيين ليست لا للبيع ولا للإمتهان، سيكون ضمن أولوياتنا الرئاسية العمل على عقد مؤتمر دولي للهجرة بتونس، وسندعو إليه كل الأطراف المتدخلة من دول إنطلاق وعبور ووصول ومنظمات دولية، فنحن نرى أن هذا التحدي يهم أمننا القومي ولا يحل في الغرف المظلمة، بل عبر حوار شفاف بمقاربة تحترم سيادتنا ومصالحنا العليا، فدول الوصول بحاجة ليد عاملة لضمان سيرورة نموها الاقتصادي، ودول العبور، وتونس مثالا، يمكنها الإستفادة من هذه اليد العاملة في قطاعات تشهد عزوفا متزايدا من التونسيين، كالفلاحة وأشغال البناء والعديد من الأشغال اليدوية الأخرى، هذا دون أن ننسى أن تونس تمثل أيضا دولة إنطلاق لبناتها وأبنائها، فمن غير المعقول إستقطاب طبيبة أو مهندس أو أي كفاءة أخرى تكونت بأموال المجموعة الوطنية التونسية، وإحتجاز البقية في محتشدات لا إنسانية.
حقوق الإنسان ليست عنتريات أمام الكاميرا وشعارات للحملات الإنتخابية سيداتي وسادتي، هي قول وممارسة وإيمان، وطريق الكرامة طويل، وسنسلكه، وإن لم نجده، سنصنع واحد، هذا ما ورثناه من حنبعل، فمرحبا بك في أرض حنبعل سيدتي رئيسة الوزراء الإيطالية.
مفهوم السيادة الوطنية و الكرامة لدى السيد نزار الشعري
السيادة الوطنية والكرامة للتونسيات والتونسيين غايتنا.
تلبية لطلب العديد من الأخوات والإخوة نفسر في هذه التدوينة نظرتنا للسيادة الوطنية والكرامة.
بعيدا عن التعريفات اللغوية والإصطلاحية، مفهومنا للسيادة الوطنية عملي ومبسط، وهو ممارسة الدولة التونسية سلطتها المطلقة على كامل إقليمها وشعبها، داخليا وخارجيا، دون الخضوع لأي سلطة أخرى، دولا كانت أو هيئات دولية أو غير ذلك
والسيادة الخارجية نقصد بها إستقلال القرار الوطني وحرية تونس في تنظيم علاقاتها الخارجية من ابرام للمعاهدات والاتفاقات وغيره دون إكراه مادي ولا معنوي، وهذا يعني إحترام مبدأين راسخين للقانون الدولي، هما المساواة والمعاملة بالمثل، بما يحفظ كرامة التونسيات والتونسيين، فمن يفرض علينا تأشيرة، سنفرض عليه تأشيرة، وإذا إنتهكت كرامة تونسية أو تونسي أينما كان سنسخر كل إمكانيات تونس لرد إعتباره (ها)، ومن أعز تونس فسنعزه ونحفظ له الجميل، ولتكن علاقاتنا مبنية على الشراكة والربح و الإحترام المتبادلين.
أما السيادة الداخلية، فهي سريان سلطة الدولة التونسية على كل شبر من ترابها ومائها وهوائها وثرواتها، وعلى كل مواطناتها ومواطنيها سريانا مطلقا ومستمرا، مع إحترام مبدأ المساواة أمام القانون. ولا يجب أن ننسى أن الشعب هو مصدر السلطة وصاحب السيادة الأصلي. وعليه، يجب أن تكون الدولة ومؤسساتها في خدمة الشعب، لا أن يكون الشعب في خدمة الحاكم.
وحتى لا تكون هذه شعارات لا غير، ولكي تتحقق السيادة الوطنية والكرامة للتونسيات والتونسيين يجب العمل على توفير مقومات هذه السيادة، والتي سنعمل على تجسيدها في تونس، ونرى أن أبرزها:
– الوحدة الوطنية والإيمان بحتمية العيش المشترك، وترسيخ قبول الاختلاف والتعامل معه سلميا، فالفرقة والتباغظ وخطاب الكراهية يجعل الوطن ممزقا، وسهل الإختراق، داخليا وخارجيا، وهذا يمر حتما بتنقية الأجواء السياسية والفضاء العام، وتذكية الروح الوطنية.
– بناء شعب مدرك للتحديات وطنيا وإقليميا ودوليا، شعب يمارس حقوقه ويؤدي واجباته في مساواة أمام القانون، وإعادة الإعتبار للمنظومة القيمية والأخلاقية للتقليص من الغش والفساد والتهرب الضريبي وكل الممارسات التي تستنزف المجهود الوطني نحو السيادة والكرامة.
– التعويل على الذات وإعلاء قيمة العمل من أجل خلق الثروة وتحقيق الإكتفاء الذاتي الغذائي، فلا سيادة لشعب يأكل ما لا يزرع، وتركيز نسيج صناعي وطني صلب ومتنوع، فلا سيادة لشعب يستهلك ما لا ينتج.
– إعادة التوازن للمالية العمومية من خلال تحفيز التصدير وترشيد التوريد وعقلنة الجباية وتشجيع الإستثمار والمراهنة على صناعة الذكاء، فلا سيادة ولا كرامة لمن لا يملك ثمن مستلزماته الأساسية.
– الإدماج الاقتصادي للتونسيات والتونسيين وضمان المساواة التامة في الحقوق والواجبات.
– ترسيخ ثقافة حقوق الإنسان في العمل الإداري (الضبط الإداري والمرفق العام)، فكرامة التونسيات والتونسيين لا يجب أن تنتهك لأي سبب، ومن ينتهكها لن يفلت من العقاب
تجدر الإشارة أن هذه الخطوات تستلزم سعيا دؤوبا والكثير من العمل والمثابرة، ونحن على ذلك عاقدون العزم، رغم وعينا بصعوبة المهمة لوضع تونس الراهن من ناحية، ولتحديات العولمة وحتمية الإنفتاح والإندماج الاقتصادي والثقافي العالمي.
والله ولي التوفيق.